بغض النظر عن استخدام المستخدمين لضواغط هواء خالية من الزيت، أو ضواغط هواء مزيتة، أو ضواغط هواء تبريد بالهواء، فإن إعطاء الأولوية للتهوية في غرفة الضاغط أمر ضروري—إذ يُعد عاملًا حاسمًا لضمان تشغيل مستقر للمعدات. وبناءً على الخبرة السابقة، أكثر من نصف
زيت المكبس حالات الأعطال المرتبطة بذلك تنبع من الإهمال أو الفهم غير الكافي لتهوية غرفة الضاغط، مما يبرز أهمية تصميم التهوية السليم.
يُنتج عملية ضغط الهواء حرارة كبيرة. إذا لم يتم التخلص من هذه الحرارة بشكل فوري من غرفة الضاغط، فإن درجات الحرارة الداخلية ستزداد تدريجيًا، مما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة دخول الهواء إلى الضاغط بالتزامن مع ذلك. ويؤدي هذا الدوران السيئ إلى مشكلتين رئيسيتين: أولاً، تشغيل إنذار بسبب ارتفاع درجة حرارة التفريغ بشكل مفرط؛ وثانيًا، انخفاض كثافة الهواء في البيئات ذات درجات الحرارة العالية يقلل مباشرةً من قدرة المعدات على إنتاج الهواء.
تختلف متطلبات التهوية باختلاف نوع التبريد المستخدم في الضاغط:
-
الضواغط المبردة بالماء: يتم نقل معظم الحرارة الناتجة إلى ماء التبريد عبر مبادلات الحرارة وإزالتها. ويكفي وجود مروحة تهوية صغيرة فقط لإخراج الحرارة المتبقية من المحرك الرئيسي، وهو ما يكفي لتلبية متطلبات التهوية.
-
الضواغط المبردة بالهواء: تعتمد هذه الأنظمة اعتمادًا كبيرًا على الهواء الطازج لتبادل الحرارة مع الهواء المضغوط. لذلك، فإن التخطيط الدقيق لمدخل الهواء الطازج أمر بالغ الأهمية. ويجب وضع هذا المدخل قريبًا قدر الإمكان من مدخل هواء التبريد الخاص بالضاغط. وإذا لزم الأمر، يمكن تركيب قناة مخصصة لإدخال الهواء الطازج، وذلك لمنع الهواء الساخن الموجود داخل غرفة الضاغط من التأثير على كفاءة التبريد (يعتمد التنفيذ الفعلي على هيكل غرفة الضاغط والظروف العملية للمستخدم). وفي الوقت نفسه، يجب تركيب نظام تهوية لطرد الهواء الذي تم تبادل حرارته إلى الخارج. وإذا كانت التهوية غير كافية، فيمكن إضافة مراوح أو منافخ عند مخرج العادم لتعزيز قدرة طرد الهواء.
بالنسبة لتوزيع فتحات التهوية، ينبغي اتباع المبادئ التالية:
- يجب تركيب مدخل هواء النقي في الجزء السفلي من غرفة الضاغط، بينما يجب وضع مخرج عادم الهواء الساخن في الجزء العلوي. وبما أن الهواء الساخن كثافته منخفضة ويتميل إلى التجمع في الأجزاء العليا من الغرفة، فإن هذا الترتيب يحسّن كفاءة عادم الهواء الساخن ويمنع دخول الهواء المعاد تهويته مجددًا إلى المدخل، وبالتالي يتفادى حدوث دائرة قصيرة في تدفق الهواء.
- يوصى بتركيب مدخل هواء النقي ومخرج عادم الهواء الساخن على جدران متقابلة في غرفة الضاغط لتقليل خطر حدوث دائرة قصيرة في تدفق الهواء بشكل أكبر.
- يجب تركيب شبكات شبكية واقية من الغبار عند مداخل هواء النقي لحجب الغبار، وحبال القطن، وأي حطام آخر من الدخول إلى الغرفة. كما يجب تزويد مخارج عادم الهواء الساخن بواقيات ضد المطر لمنع تسرب مياه الأمطار إلى مجاري العادم.
بالإضافة إلى ذلك، وبما أن الهواء الموجود داخل غرفة الضاغط يستخدم باستمرار في عمليات الضغط والتبريد، فإن تجديد الهواء الطازج يكون في الغالب بشكل سلبي. ونتيجةً لذلك، يُحافظ عادةً على مستوى معين من الضغط السلبي داخليًا، وهو ظاهرة طبيعية. ولكن، إذا تجاوز الضغط السلبي الحد المسموح به، فيجب تعديل حجم فتحة دخول الهواء أو كمية الهواء الداخلة على الفور؛ إذ لا يؤدي الضغط السلبي الزائد فقط إلى تقليل كفاءة التبريد، بل ويؤدي أيضًا إلى تناقص كمية هواء الطرد الخاصة بالضاغط.